طرح المشكلة :

      ان ما يميز الانسان عن بقية الكائنات الحية هو قدرته على التساؤل والتي تظهر في طابعه الفضولي فهو كثير الاندهاش والحيرة فلا يهدا له بال حتى يميط اللثام عن كل باب معرفي. لكن انى له ذلك ؟ وهل لكل سؤال جواب ؟

  • محاولة حل المشكلة :

      يرى كثير من المفكرين وخاصة ذوي الترعة العلمية ان لكل سؤال جواب بالضرورة وذلك استنادا الى مبدا منطقي ثابت وهو ان لكل طرح نقيض وان لكل حادثة سبب ولكل علة معلول فالضرورة تفرض ان لكل سؤال جواب والدليل ان العلم استطاع ان يجيب عن اسئلة كثيرة حيرت اسلافنا . وكان ذلك في شتى الميادين المعرفية وبالرغم من ان العديد من الاسئلة بقى معلقا لكن سيجيب عنها العلم آجلا ام عاجلا , ثم ان من الاسئلة ما هو مكتسب يقوم على الحفظ والتلقين والاسترجاع فهو محكوم بالمعطيات العلمية والعملية ومنها ما هو بسيط ومبتذل تكون الاجابة عنه ميسرة لخلوه من القلق والدهشة فهو مألوف وجوابه بسيط وبديهي يجود به الواقع المعاش .

لكن هناك اسئلة كثيرة تتعذر الاجابة عنها في ذات طابع اشكالي لا يحتمل جوابا مقنعا وتبقى اجابتها احتمالية معلقة مثل الغيب.

    على خلاف الفريق الاول يذهب فريق الفلاسفة الى التأكيد انه ليس لكل سؤال جواب بالضرورة ومهمته الفلسفية تتعدى البحث عن الجواب بل الى ادامة السؤال الذي وحده يحرك الفكر, ولو ان العقل توقف عند جواب محدد لانتهت المعرفة . ذلك لان المسائل المعقدة والاشكاليات الفلسفية لا تزال معلقة وتفتقر الى الاجابة القطعية مثل مسالة الحرية التي لاتزال محل جدل منذ الازل وكذلك التساؤلات الفلسفية حول الموت والحياة والكون , وما تحمله من مفارقات وتناقضات تنبثق من صميم وجودنا وهذا ان دل على شيء فإنما يدل على قصورنا المعرفي ومحدودية عقولنا 

      لكن هذا لا يعني ان السؤال يخلوا من جواب مقنع , فلقد استطاع العقل ان يجيب على العديد من الاسئلة وتوصل الى اجابات كانت تبدو مستحيلة

      يجب التمييز بين الاسئلة البسيطة التي نطرحها في حياتنا اليومية والعملية , والاسئلة العلمية التي تصادف العلماء كالمسائل الرياضية او الفيزيائية التي تعد مشكلات والاسئلة الفلسفية وبعض المسائل الدينية التي تبقى اشكاليات ليس لها حل واحد يلغيها 

حل المشكلة :

       ان طبيعة الجواب من طبيعة السؤال وكلما كانت الاسئلة متنوعة ومتعددة كانت الاجابة عنها مختلفة منها ما هو ممكن ونهائي ومنها ما هو مؤقت واحتمالي ومتعذر مثلما هو الحال بالنسبة للإشكاليات ومن هنا نستخلص اذن ان الاسئلة المبتذلة والبسيطة تتحكم في العادة والمألوف ومجالها ضيق على خلاف الاسئلة الانفعالية التي يبقى مجالها شاسعا بشساعة اشكالياتها .


تم عمل هذا الموقع بواسطة